يُعرف التسويق اليوم بأنه مزيج مُتقدم من الإستراتيجية والتكنولوجيا، ومع ذلك لم يكن دائمًا على هذا النحو. بدأ تاريخ التسويق كما نعرفه ببدايات متواضعة لمحاولات بيع السلع والخدمات. قد تكون محاولات تحقيق ذلك قديمة قدم الحضارة نفسها.
يعتقد البعض أنها بدأت بمحاولة تقديم البضائع بطريقة معينة للتداول. كانت الجهود تدور حول عرض البضائع والسلع والخدمات الموجودة منذ العصور القديمة بطريقة مقنعة لتسهيل بيعها. ربما لم يتم التعرف على هذا النشاط كعمل تسويقي في ذلك الوقت، ولكن هذا هو المكان الذي بدأت فيه فكرة التسويق في التطور.
مفهوم التسويق
بدأت أفكار التسويق كما هي مفهومة في العصر الحديث في زمن الثورة الصناعية. امتدت هذه الفترة إلى أواخر القرن الثامن عشر واستمرت لفترة طويلة حتى القرن التاسع عشر. لقد كان وقت التغيير الاجتماعي السريع بدافع من الابتكارات في الصناعات العلمية والتكنولوجية.
خلال الثورة الصناعية أصبح شراء البضائع أسهل من صنع الأشياء بأنفسهم. خلق الإنتاج الضخم العديد من الصناعات التي تعمل في نفس السوق لتلبية الاحتياجات الاستهلاكية المتنامية. كما سيطرت البنية التحتية للنقل ووسائل الإعلام. وخلقت حاجة للمنتجين لإيجاد طرق أفضل لتطوير المنتجات التي يحتاجها العملاء، ونهج أكثر تطوراً لإعلامهم بهذه السلع.
زيادة المنافسة في السوق
بدءًا من أوائل القرن العشرين وحتى أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، أصبحت المنافسة في عالم الأعمال شديدة، وأصبحت الحاجة إلى زيادة البيع باستخدام التقنيات التسويقية جزءًا أساسيًا من المنافسة. كما نمت القدرة على تطوير علامة تجارية وتسويقها بشكل مناسب من حيث القيمة.
أدت المنافسة أيضًا إلى الحاجة إلى زيادة مخرجات الإنتاج وحصص السوق في جميع الصناعات. حتى بدأ التسويق في التركيز على طرق التوزيع وكذلك أنواع التواصل مع المستهلك. سرعان ما أصبح الهدف إقناع المستهلكين بأن السلع والخدمات التي تقدمها إحدى الشركات أفضل من تلك التي تقدّمها شركة أخرى تبيع نفس السلعة.
ومع تقدّم التكنولوجيا بدأت تظهر منتجات جديدة ومعقدة أكثر، وعليه بدأت المنافسة تتعقد أكثر خاصة وأن هذه المنافسة لم تعد محلية فقط بل وصلت للعالمية، ومن هنا بدأ تظهر مصطلحات جديدة مثل إشباع حاجة العميل ومعها بدأ ظهور مرحلة جديدة في علم وفن التسويق كمجال كبير يجب دراسة بعيدًا عن علوم البيع وإدارة الشركات.
نظرة سريعة على كيفية بدء التسويق والمراحل الرئيسية لتطوره بمرور الوقت:
المرحلة الأولى – ولادة التسويق:
ساد الإنتاج الضخم والكفاءة خلال أوائل القرن العشرين، فكان تحويل البضائع بسرعة وبكميات كبيرة أولوية، لذلك دخل التسويق حيز التنفيذ لتحريك الأمور.
المرحلة الثانية – عصر المبيعات:
في عشرينيات القرن الماضي، وُلد كل من “الباعة” و “ساحة المبيعات” حيث كان الرجال يتابعون المبيعات بنشاط ويحثون المُستهلك على شراء السلعة، حتى لو لم يكونوا في حاجة إليها حقًا!
المرحلة الثالثة – عصر التسويق:
شهدت الخمسينيات تصاعدًا وبداية لأبحاث السوق، لمساعدة الشركات على بيع ما يريد المستهلكين شراؤها بالفعل، بدلاً من محاولة إقناعهم بشراء سلع لا طائل من ورائها.
المرحلة الرابعة – عصر التسويق بالعلاقات:
خلال التسعينيات، أخذ البائعون بعض القيم من عصر المبيعات وقاموا الآن بتغيير درجة مبيعاتها ليس لدفع عملية بيع واحدة فقط، ولكن لبناء علاقة بين الشركة والعميل. كانت هذه النقطة هي بداية تقدير التوصيات لأول مرة.
المرحلة الخامسة – عصر التسويق المجتمعي:
بعد فترة وجيزة من نجاح التسويق عبر العلاقات، فعلت استراتيجية وضع المستهلك في قلب الشركة وحملاتها، والخلط بين قيم أبحاث السوق في الخمسينيات من القرن الماضي وبناء العلاقات في التسعينيات من القرن الماضي. إنشاء الاستراتيجيات التي تركّز على العميل في نهاية المطاف.
المرحلة السادسة – عصر التسويق الرقمي:
العصر الذي نعيشه الآن، وقد تشكل بسبب اعتماد المجتمع على التكنولوجيا والإنترنت. أدى استخدام هذه التكنولوجيا للوصول إلى الأسواق وتمهيد الطريق أمام الشركات الصغيرة للنهوض، وعلى الرغم من أنه لا ينبغي استبدال قيم التسويق التقليدية، فقد أصبح التسويق الرقمي أكثر قيمة للشركات الكبيرة والصغيرة.
مفهوم التسويق الحديث:
يعتبر فيليب كوتلر هو أول من تحدث عن التسويق وأعطاه حقه كعلم تطبيقي وليس مجرد مجموعة نظريات، كَتَبَ كوتلر ثلاث كُتب، وهي: أساسيات التسويق (The principles of Marketing) إدارة التسويق (Marketing Management) وكوتلر يتحدث عن التسويق(Kotler on Marketing)، جمع فيها الحالات الناجحة للشركات، ووضح من خلالها كيف يمكن أن تنجح الشركات من خلال هذه الممارسات التسويقية.
من هنا بدأ مفهوم التسويق الحديث، وبدأنا نخرج من فكرة أن التسوق
هو المبيعات أو مجرّد إعلان في جريدة أو ملصق بالشارع.
التسويق هو تحديد احتياجات السوق والمستهلكين ومعرفة ظروفه، ثم بناء وتطوير إستراتيجية تستهدف شرائح محددة من هذا السوق، وتطوير منتجات مميزة لها، مع تسعير ودعاية مناسب لأذواق المستهلكين.
7 وظائف للتسويق الحديث:
1- التوزيع – إستراتيجية التوزيع في التسويق
تستلزم استراتيجية التوزيع في التسويق كيفية قيام الشركة بتقديم منتجاتها أو خدماتها إلى العميل.
يمكن أن تختلف هذه الإستراتيجية اعتمادًا على الخدمة أو السلعة التي تقدمها،
حيث توجد قنوات توزيع مختلفة لهذا يجب مراعاة استراتيجية التوزيع عند تطوير أي فكرة.
2- التمويل – دور التسويق في الأعمال التجارية
إذا كنت ترغب في إطلاق حملة تسويقية ناجحة، فستحتاج إلى بعض المال، ولكن كيف ستدير هذه الأموال،
هل ستضع كل ميزانيتك في حملة واحدة أم ستقوم بتوزيعها؟ لهذا أنت بحاجة لإنشاء خطة مالية ذكية تحدّد كيفية
صرف ميزانيتك التسويقية بناءً على أهدافك وامكانياتك.
3- أبحاث السوق – أهمية أبحاث السوق
يمكن القول إن أبحاث السوق هي الأكثر أهمية من بين الوظائف السبع. إنها تدور حول البحث
في التركيبة السكانية المستهدفة حتى تتمكن من بناء إستراتيجية تسويق سليمة.
تتطلب أبحاث السوق الفعالة استخدام أدوات لمعرفة من يجب أن تستهدفه بناءً على ما تبيعه.
إذا كنت شركة تقنية ابتكرت نظامًا أساسيًا جديدًا للشبكات الاجتماعية، فهل تستهدف الأشخاص في عمر الثمانين أم العشرين؟
إذا كنت ترغب في إلقاء نظرة أكثر تعمقًا على كيفية إجراء أبحاث السوق، فهذه المقالة هي نقطة انطلاق جيدة.
4- تسعير المنتجات
بمجرّد معرفة كيفية إجراء أبحاث السوق، ستجد أن أبحاث السوق يمكن أن تساعدك أيضًا في تحديد الأسعار. تأكد من أنك لا تهدر أرباحك من خلال البيع بسعر منخفض جدًا. ومع ذلك، لا تريد زيادة السعر ثم تفقد كل العائد لأن العملاء وجدوا بديلاً أرخص.
5- إدارة المنتجات والخدمات – قياس فعالية الإعلان
من أجل كسب ثقة عملائك، يجب عليك باستمرار إجراء تحسينات على المنتج أو الخدمة التي تقدمها. من خلال متابعة تعليقات العملاء والمراجعات عبر الإنترنت، يمكنك معرفة ما ينجح وما لا ينجح معهم، وكيفية بناء ميزة تنافسية لأعمالك. بالإضافة إلى ذلك، يعد استخدام مقاييس أداء التسويق طريقة ذكية لمواكبة إدارة الخدمة.
6- الترويج – ما هو الترويج في التسويق؟
يتضمن الترويج تأكيد ظهور إعلاناتك في الأماكن المناسبة بواسطة الأشخاص المناسبين. قد ترغب في التأكد من وجود الكثير من الإعلانات من جانب علامتك التجارية، بالإضافة إلى مواكبة استراتيجيات الإعلان الشائعة، وكتابة محتوى قيم وملهم قادر على جذب اهتمام عملائك المحتملين.
7- البيع – ما هو الفرق بين المبيعات والتسويق؟
عملية البيع والتسويق ليست واحدة كما هو شائع لدى البعض، لكنهما عملياتنا مترابطتان تكمل كلًا منهما الأخرى. تبدأ عملية البيع بمجرّد الانتهاء من أبحاث السوق وتحديد ما يريده عملائك المحتملين ويحتاجون إليه.
مع هذا التغير ظهرت العديد من التخصصات داخل علم التسويق نفسه، لتساهم كلًا منها في تعزيز علامتك التجارية وزيادة قيمتها السوقية وبالتالي مضاعفة مبيعاتك.
تلخيصًا لما سبق:
بعد مراجعة المقصود بالتسويق ودوره، ووظائف، ومراحله، يجب أن يكون لديك الآن فهم أوضح للتسويق وأهميته من أجل تحسين صورة علامتك التجارية في السوق ووسط منافسيك، وكذلك زيادة أرباحك.
إذا كان لديك المزيد من الاستفسارات حول التسويق يسعدنا الرد عليها في التعليقات، كما يمكنك طلب استشارة تسويقية يقدّمها لك فريقًا من المختصين المحترفين في مجالات التسويق، تواصل معنا.